Didactique des langues

إذا كان علم الفسلجة (علم الوظائف) يبحث في الأعضاء والخلايا التي تقوم بأعمال الكائن الحي، وإذا كان علم الاجتماع وما يتصل به من علوم يدرس الأمم والجماعات البشرية؛ فإن علم النفس يتوسط هذين العلمين مركزا انتباهه في الفرد إذ ''يدرس فعاليات الفرد طوال حياته. فهو يدرسه من أول تكوينه وهو جنين إلى الرضاعة، فالطفولة، فالفتوة حتى النضج. لا بل أبعد من ذلك، إلى سنوات ضعفه ووهنه الأخيرة''[1] ولا فارق فيه بين الطفل والراشد والسوي واللاسوي والإنسان والحيوان، ويميل في اهتمامه أكثر بقوانين الفعالية العامة، كالفروق الفردية، والتعلم والانفعال، والتفكير...مما أدى إلى تنوع فروعه، وارتباطه بمجالات كثر ، ومنها البيداغوجيا.

ويعدّ علم النفس البيداغوجي فرعا مهما من فروع علم النفس لارتباطه بالنفس البشرية ورعايتها، واهتمامه بطرق تربية الإنسان وتعليمه وصقل شخصيته، للوصول به إلى الصلاح وفق مناهج علمية تتفق وغايات التربية والتعليم لكل مجتمع. وهذا الأخير يبحث دوما عن الأفضل والأفيد لتعليم أفراده وتربيتهم.

وحاضنة ذلك المدرسة بكل مسمياتها في كل الأطوار، بقيادة المعلم(المربي، الأستاذ، المدرس...) الذي يمارس فعلي التربية، ثم التعليم على المتعلم، دون أن ننكر دور الأسرة في ذلك، غير أن فاعلية المعلم أهم بكثير، فهو الأنموذج المثالي لصناعة الأجيال الواعية، والمعلم هو أنتم أيها الطلاب بعد تخرجكم، فأنتم المنتوج الذي سيتحمل مهمة التربية والتعليم، وأنتم القدوة التي سيتمثلها المتعلم، مما يجعل دراسة مقياس (علم النفس البيداغوجي) في هذا المستوى حتمية لا مفر منها؛ للتزود بالمؤهلات المسهلة لأداء المهمة البيداغوجية بنجاح، وتذليل مصاعبها ومتاعبها بما يعود بالنفع على المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية.