ترتبط اللغة بالمجتمع ارتباطا وثيقا، فهي المرآة التي تعكس كل مظاهر التغير والتحول في المجتمع بحيث أنها " استجابة ضرورية لحاجة الاتصال بين الناس جميعا، ولهذا السبب يتصل علم اللغة اتصالا شديدا بالعلوم الاجتماعية، وأصبحت بعض بحوثه تدرس في علم الاجتماع ، فنشأ لذلك فرع يسمى " علم الاجتماع اللغوي " يحاول الكشف عن العلاقة بين اللغة و الحياة الاجتماعية ، وبين أثر تلك الحياة الاجتماعية في الظواهر اللغوية المختلفة".

  ومما لا شك فيه أن الإنسان لا يولد متكلما بفطرته، بل يكتسب لغة المجتمع الذي نشأ فيه، فمن نشأ في مجتمع عربي يكتسب العربية، و من نشأ في مجتمع فرنسي يكتسب الفرنسية وهكذا، كما أن اللهجيات تمثل بالنسبة إلى اللسانيات ذلك الفرع الذي يضطلع بدراسة اللهجات، باعتبارها تنوعات لسانية غير نمطية(على المستويات الجهوية أو المحلية أو الاجتماعية...)، ولذلك فاللهجيات مبدئيا لسانيات ميدانية، وقد ازدهرت بعد نشأتها نتيجة لأبحاث المختصين داخل المجموعات البشرية التي تعيش تنوعا لسانيا غنيا، حيث تطورت مع ذلك البحوث اللسانية المندرجة ضمن اللسانيات التاريخية والأنثروبولوجية والاجتماعية.