معلومات المساق
محاضرات مقياس اللغات التوثيقية للسنة الثانية ليسانس مكتبات( الجزء الأول)
مدخل مفاهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمي للغات التوثيقية
تعريف اللغات التوثيقية:
هي اللغة التي نستخدمها للتعبير عن محتوى وثيقة ما بغرض التخزين أو الترتيب أو البحث(الاسترجاع)،و هي تلخص لنا اللغة الطبيعية في شكل رمز.
و يمكن القول أنها أداة لوصف الوثائق داخل نظام إعلامي معين و لهذه اللغة دور مهم عند دخول الوثائق الى نظام المعلومات فمن خلالها يتم ترتيب المصطلحات و استخراج المعاني التي تحويها ثم توحيد هذه المعاني في معنى موحد يعكس لنا موضوع الوثيقة.
مفهوم اللغات التوثيقية:
ان مفهوم اللغات التوثيقية قديم نوعا ما،إذ كانت تستخدم دون العلم انها لغات توثيقية بمفهومها الحالي حيث كان استخدامها عفويا ،و هي نتيجة حتمية للتطورات التي حصلت على نظم التوثيق و كذلك على الوثيقة التي تحولت من الشكل المخطوط الى شكل الكتاب. و تشير الدراسات الى أن مكتبة الاسكندرية القديمة كانت تحوي500 الف مجلد (لفافة) و يرتادها عدد كبير من الباحثين و رجال العلم و نظرا للمشاكل التي كانت تواجههم في الوصول الى المعلومات التي يريدونها و نتيجة هذا الكم الهائل من الكتب و المجلدات أخذ المختصون في هذا المجال و في ذلك الوقت على رأسهم "كاليماخوس" في البحث عن أنجع الطرق لتنظيم و ترتيب المكتبة ، و قد توصل إلى وضع فهرس خاص بتلك المجموعات قم ترتيبها حسب المحتوى متخذا المداخل التالية:اسم المؤلف،مكان ميلاده،اسم والده،لقبه،أساتذته،ترجمة صغيرة عن حياته،الكلمات الأولى من الكتاب (المخطوط)،عدد الأسطر الموجودة في المخطوط........الخ.
و اللغات التوثيقية في مفهومها الحالي أداة للتصنيف و معالجة الوثائق و يعود ظهورها الى سنة 1876م على يد"ملفيل ديوي" ثم تلته1895م الجمعية الامريكية للمكتبات بوضعها لقائمة رؤوس الموضوعات،ثم في سنة 1905م ظهر التصنيف العشري العالمي CDU على يد كل من المحاميين البلجيكيين"اوتليه و لافونتين".
مكانة لغات التوثيق في أنظمة المعلومات الوثائقية:
تعتبر اللغات التوثيقية من الأساسيات التي تبنى عليها نظم المعلومات لأنها أهم أداة للمحافظة على النظام و الترتيب داخل هذه الأنظمة فمن خلال تحليل الوثيقة نتوصل مثلا إلى وضع فهارس وذلك لتسهيل عملية تخزين واسترجاع المعلومات فهي لغة اتفاقية مستخرجة من اللغة الطبيعية تستعمل من قبل أخصائي معلومات وذلك قصد وصف الوثائق أو الأوعية بهدف التخزين أو الاسترجاع و يتم التفريق بين مجموعات المكتبة أو نظام المعلومات من خلال محتوياتها و توسعاتها في معالجة المواضيع و كذلك الجوانب التي درس منها الموضوع.
مثال =
تاريخ الجزائر 965 ( عام )
دراسة و تعليم تاريخ الجزائر
جدول مساعد1 07 965
965.07
الفرق بين اللغة التوثيقية واللغة الطبيعية :
يكمن الفرق بينهما في أن اللغة التوثيقية هي أداة لوصف الوثائق داخل نظام المعلومات بعد تحليلها و تحويل المعلومات إلى معطيات يمكن استخدامها ، أما اللغة الطبيعية فهي لغة التواصل سواء الشفهي آو المكتوب و هي تخضع لقواعد الصرف و النحو.
التحليل الوثائقي :
هو أداة مرجعية تتمثل في معالجة المعلومات التي تتضمنها الوثائق وفق معايير وأساليب علمية يتم تحليلها لتمكين القارئ أو الباحث من استرجاع إي موضوع عالجته الوثيقة سواء في شكل كتاب آو مقال آو دراسة و هذا بكل يسر دون عناء و يعتمد التحليل الوثائقي على عناصر أساسية هي: الاستخلاص ، التكشيف
1 – الاستخلاص :
تعد المستخلصات في مجال التحليل الوثائقي من الأدوات المهمة التي تساعد الباحث في التعرف على المقالات أو الكتب و غيرها من المنشورات سواء تعلق الأمر بموضوع محدد آو بعدة مواضيع حيث يتم تزويد المستفيد آو القارئ بالمعلومات التوثيقية و الموضوعية الضرورية مما يوفر عليه الكثير من الوقت والجهد في الرجوع إلى الوثائق الأصلية . و يعد الاستخلاص من الروابط الهامة في سلسلة الاتصالات بين مصدر المعلومات و المستفيد حيث يمكن للمستفيد أن يسترجع المعلومة الأصلية باستخدام المستخلصات .
وقد عرفته المنظمة الدولية للتوحيد القياسي ISO بأنه تمثيل مختصر و دقيق لمحتويات وثيقة ما دون إضافة تفسير نقدي و دون تحديد من الذي كتب هذا الموضوع .
فوائد استخدام المستخلصات :
1. التشجيع على الإحاطة الجارية
2. توفير وقت القراءة
3. تسهيل عملية الاختيار
4. المساعدة على التغلب على عائق اللغة
5. تسهيل البحث في الموضوع و أدبياته
6. زيادة كفاءة التكشيف
مكونات المستخلصات:
يتكون المستخلص من ثلاثة أقسام هي:
- قسم الإشارات البيلوغرافية: الوصف البيلبوغرافي للوعاء المستخلص
- جسم المستخلص : يتكون من ملخص الوثيقة + الكلمات المفتاحية
- التوقيع : و يعكس هذا العنصر الجانب القانوني من حيث تحديد المسؤولية فيما يخص كتابة المستخلص كما أن التوقيع يساعد على الحكم على جودة المستخلص.
2- التكشيف :
يعتبر التكشيف من أهم الخدمات التي تقوم بها المكتبة و مركز المعلومات لاسيما في وقتنا الحالي الذي يتميز بغزارة الإنتاج الفكري في شتى مجالات العلوم مما استلزم وضع ضبط ببليوغرافي لكل مصادر المعلومات، هذا ما جعل التكشيف عموما و الكشافات خصوصا بمثابة مفاتيح للوصول إلى هذه المصادر.
و مما لاشك فيه أن نجاح استرجاع المعلومات يعتمد بشكل كبير على نوعية نظم التكشيف على اعتبار أن استرجاع المعلومات يعد حاليا احد المشكلات الأساسية .
تعريف التكشيف :
هو عملية خلق المداخل في الكشاف أو عملية إعداد المداخل ( الكلمات المفتاحية ) التي تقود إلى الوصول إلى المعلومات في مصادرها و بتعبير آخر فعملية التكشيف هي توفير مصطلحات مجمعة بطريقة نظامية ومفصلة لمجموعة من المواد كالمقالات في بعض الدوريات و النصوص لبعض الوثائق كالكتب أو الدراسات.
أنواع اللغات الوثائقية
تنقسم حسب بنيتها الداخلية إلى:
1. اللغات الوثائقية ذات البنية المتشعبة المتدرجة):
تتمثل في لغات التصنيف و تعتبر من أقدم اللغات
الوثائقية حيث أنها تعتمد في بنائها على رسم بياني متشعب تشعبا اندماجيا يضم كافة المستويات و هذا
يعني أن كل مستوى من التشعب يمثل معنى معين و كل مستوى آخر يأتي تحته في التشعب
مباشرة و أن يكون مضموما إلى التشعب الذي يليه و الرسم البياني التالي يوضح ذلك :
500
![]() |
510 520 530 540
510 511 512
أنواع البنية المتشعبة المتدرجة: بنية متعلقة بنظام التصنيف و تنقسم هذه اللغات ( البنيات) الى :
1 . التصنيفات الوثائقية الموسوعية :
هذه اللغات تعالج الوثائق مهما كان نوعها أو المجال الذي تبحث فيه موضوع الوثيقة وهي غالبا من النوع العشري أي أن كل رمز يمثل عنوانا أو فئة و يمكن تقسيمه دوما إلى عشرة مراتب أو أقسام وهذا يعتبر كحد أقصى في التقسيم أي انه قاعدة أساسية لهذه اللغات . هناك عشرة مراتب تقسم كل منها إلى عشرة مراتب أدنى التي يمكن تقسيمها هي أيضا إلى عشرة أجزاء و هكذا إلى ما لانهاية.
و أول تصنيف موسوعي استخدم هو تصنيف ديوي العشري لصاحبه ميلفيل ديوي سنة 1876 و يعتبر أول تصنيف عشري حيث قسم المعارف البشرية إلى عشرة أقسام أساسية على النحو التالي:
- 000 المعارف العامة
- 100 الفلسفة
- 200 الديانات
- 300 العلوم الاجتماعية
- 400 اللغات
- 500 العلوم البحثة
- 600 العلوم التطبيقية
- 700 الفنون
- 800 الآداب
- 900 التاريخ و الجغرافيا و السير و التراجم
وكل هذه المعارف البشرية تقسم إلى عشرة مراتب دنيا و هكذا إلى أقصى درجة ممكنة من التفريع
إلى جانب تصنيف ديوي العشري هناك تصنيف موسوعي آخر و هو تصنيف مكتبة الكونغرس الأمريكي ، نشر هذا التصنيف سنة 1901 يشتمل على 24 قسم أساسي أبجدي حيث عند استعماله يمكن تصنيف كل الأعمال الموجودة في المكتبة الوطنيةالامريكية.
الكونغرس إلى جانب تصنيف ديوي و هناك تصنيف |آخر موسوعي و هو تصنيف ببليوغرافي لبليس سنة 1910 و لكن هذا التصنيف لم يعمر كثيرا حيث انه لم يتطور و لم ينتشر و لم يستخدم بكثرة في المكتبات.
هناك تصنيف آخر لقي شهرة كبيرة و هو التصنيف العشري العالمي الذي وضع على يد المحاميان البلجيكيان بول اوتليه و هنري لافونتين و قد عرف هذا التصنيف تطورا وانتشارا كبيرين و هو مستخدم في الكثير من المكتبات.
أيضا هناك تصنيف موسوعي يحتل مكانة خاصة في مجال تصنيف الأوعية الفكرية و هو تصنيف الكولون لصاحبه رانجاناتان (عالم هندي) و يسمى كذلك بالتصنيف ذو الأوجه PMEST ظهر سنة 1933 و هو يقسم المعارف البشرية الى مجموعة من المراتب تتمثل في 31 مرتبة و هذه المراتب بدورها تنقسم و تتفرع و لكن الشيء الجديد في هذا التصنيف يكمن في أن واحد كل موضوع يمكن أن كل موضوع يمكن ان يؤخذ في مجال الاهتمام من عدة زوايا و قد حددها رانجاناتان كمايلي و هي خمسة : الشخصية ، المادة ، الطاقة ، المكان، الزمان.و تجتمع في كلمة مختصرة PMEST .
2. التصنيفات الوثائقية المتخصصة :
يعود ظهور هذه اللغات إلى وجود صعوبات استخدام اللغات الوثائقية الموسوعية في تصنيف الوثائق في ميادين علمية و متخصصة و دقيقة و هكذا كان من الطبيعي أن تظهر إلى الوجود التصنيفات المتخصصة لتستعمل في إطار علم أو تقنية محددة أي أنها تطبيق في الميادين التقنية و العلمية التي تتطلب استعمال مفردات أو مصطلحات تحليلية دقيقة و هي اقل اتساع من اللغات الموسوعية و لكن أكثر منها عددا و نجد مثلا في هذه اللغات بعض النماذج
النموذج الأول: منهج التصنيف العشري للتوثيق الإحصائي و الاقتصادي هذه اللغة الوثائقية لها بناء عشري له 9 مراتب أساسية و 1800 تفريع وتعطي مجموع التقنيات الاقتصادية و الإحصائية.
النموذج الثاني : منهج التصنيف المؤسسة الدولية لشؤون تلحيم المعادن و مزجها هذه اللغة تعتمد على العلاقات الأبجدية و ليس الرقمية
التصنيف البيلبوغرافي في علوم الدين الإسلامي للدكتور عبد الوهاب أبو النور : يعتمد على الحروف و الأرقام والإشارات
2.اللغات الوثائقية ذات البنية المتراكبة :
هذا النوع من اللغات الوثائقية ذات البنية المتراكبة قد ظهر بعد اللغات الوثائقية الموسوعية و قد عرف هذا النوع من اللغات خلال السنوات الأخيرة تطورا و انتشارا كبيرين وهي لغات تملك مرونة كبيرة من جراء الكثرة في المعاني التي يمكن نقلها و التعبير عنها بتراكب المصطلحات المستخدمة في نظام من الأنظمة و أهم هذه اللغات المتراكبة نجد :
المكنز : و المكنز هو معجم من الألفاظ و العبارات من اللغة الاعتيادية ، تضبط المصطلحات بشكل تفضيلي و ترتب على أساس مفهومي بحيث تتجمع المصطلحات على أساس مراميها اللغوية و تكمل بإشارات وتبيان علاقات لها .
وهناك تعريف آخر هو تعريف روجيه للمكنز " بأنه مجموعة من العبارات مرتبة ليس ترتيبا هجائيا كما هي العبارات داخل المعاجم و لكن حسب معنى لهذه العبارات و الهدف عندما تعطي فكرة يجب البحث عن المصطلح أو العبارة التي يمكن من خلالها صياغة هذه الفكرة بشكل مقبول و قد نشر هذا العالم مكنزه سنة 1952 تحت عنوان
Thesaurus of English Words and phrases
و قد استبعدت في المكانز كل أنواع التصادم اللغوي للغة الاعتيادية و بشكل خاص ترادفها و تعدد المعاني للكلمة الواحدة ، وتسمى المصطلحات المستخدمة في المكانز بالواصفات أصلها (مفضلة )لأن اختيار عبارة ما يتم تفضيلا على حساب مرادفات أخرى مثال:
X ناظمة الكترونية واصفة
EM = حاسبة الكترونية X حاسبة الكترونية
م ت = عقل الكتروني EPناظمة الكترونية
أنواعه:
- مكانز متخصصة تقتصر في مجال موضوعي معين ومحدد
- مكنز مصغر
- مكنز الهجائي المصنف يرتب ترتيبا هجائيا
- مكنز أحادي اللغة و متعدد اللغة يشمل مصطلحات في لغة واحدة
- المكنزالوجهي : يكون تصنيف وجهي كامل
خطوات إعداد المكانز :
· تحديد المجال الموضوعي و حدوده
· تحديد نوع الإنتاج الفكري الذي سيطبق عليه أطروحات معايير موحدة ، مؤتمرات
· تحديد الإنتاج الفكري للموضوع الذي سنختاره
· تحديد هل سيتم إعداد المكنز اليدوي أو الآلي
· تحديد المستفيدين الذين يستفيدون من المكنز و إعداد فئتهم
· صيغة الاستخدام
و للمكنز وظيفة تتمثل في إبعاد التجانس اللفظي أو تعدد المعاني مثال : المغرب كدولة و المغرب كصلاة
و المجانسة اللفظية يمكن أن تستبعد إما عن طريق ما يسمى العلاقات بين مصطلحات و تتمثل هذه العلاقات فيما يلي :
أ) العلاقة الهرمية : من العام إلى الخاص
هذه العلاقة تتمثل في أن الواصفة يمكن أن تعرف الواصفة التي يمكن أن يكون لها معنى أوسع منها أو معنى أضيق منها.
وندل على المصطلح العام و الضيق في المكنز باللغة التالية :
مصطلح عام : م ع TG
مصطلح ضيق:م ض TS
ب- العلاقة الدلالية :
المكنز لغة مراقبة أو مضبوطة بحيث يمكن تجنب المترادفات التي إذا استعلمت يصبح المعنى ثقيل داخل المكنز و بالتالي عندما يتكون لنا مجموعة من المترادفات نستعمل أو نختار واحدة تكون أكثر تمثيلا للمعنى الصحيح وندخلها في المكنز كواصفة و كذلك نحرم استعمال المترادفات الأخرى و نستعمل التنقيط التالي :
أس EM
س لEP
ج – علاقة المجاورة:
في بعض الحالات هناك عبارات تؤدي إلى التفكير في عبارة ثانية تكون مشتركة معها في نفس المعنى و هذا الاشتراك ليس عن طريق العلاقة الهرمية إنما تدل على هذه العلاقة بالتجاور أو الارتباط و نرمز لهاب:TA م ت
وظائف اللغات الوثائقية :
وظيفة الترتيب:
تعتبر أساسية وهي ترتيب المواد المكتبية للتمكن من إيجادها و الوصول إليها بسهولة عند الحاجة و لكي نفهم أصل اللغات الوثائقية من المستحسن الرجوع إلى الهدف من وجودها و المتمثل أساسا في استرجاع الوثائق بطريقة سهلة و سريعة ومن ناحية أخرى الأخذ بعين الاعتبار العوامل المحيطة بالاتصال الخاص الذي يتم فيه استعمالها، الاتصال بين شخصين باللغة الطبيعية مثال : س 1 : ماذا تفعل ؟
ج 1 : أقوم بوضع برامج
س 2 : ماذا ؟
ج 2 : برامج إعلامية تباع في السوق
هذا الحديث يحتوي على أربع رسائل سؤالين و جوابين السؤال الاول قد فهم دون إي مشكل من الطرف الثاني و كذلك اللغة المستعملة.
أما السؤال الثاني فلم يفهم من طرف المتحدث و يمكن القول أن هناك اتصال معقد و حتى لا ينقطع الاتصال لا بد من شرح الشيء الغير مفهوم .
ومن خلال الرسالة الرابعة يمكن استنتاج فهم الرسالة .
مثال 02:
مستفيد يريد أن يسأل قاعدة معطيات بيبليوغرافية هذا المستفيد يبحث عن مراجع حول البرمجة و هو اللغة الإعلامية و لكن في بحثه لا بد من استعمال عبارة أخرى غير عبارة البرمجة ، في هاته الحالة الاتصال لا ينجح وذلك لان الموضوع غير مقنن بنفس الطريقة بين الوثائقي و المستفيد و لكي يتم الاتصال لابد على المستفيد أن يعرف اللغة الوثائقية التي تم بها وضع قائمة المعطيات
الترادف في اللغة الوثائقية و اللغة الطبيعية :
أ- اللغة الطبيعية : يعرف الترادف في اللغة الطبيعية بكلمتين لهما نفس المعنى و عادة معاني الكلمات غير مستقرة استقرارا تاما أي في بعض الأحيان يحدث عليها تغيير لأنها تستعمل داخل المحيط و هذا الأخير يمكن أن يكون له تأثير في المعنى.
ب- اللغة الوثائقية : في اللغة الوثائقية العمل لا يقوم على الكلمات بل على مجموعة من المصطلحات و هذا العمل يتم عبر ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى : انتقاء و اختيار المجموعات المصطلحات : عند اختيار المجموعات الشرط الأساسي هو أن الفرق بين مجموعة و مجموعة أخرى يكون واضحا و في اللغات الوثائقية نجد عادة هذا المبدأ معمول به و مخترعوا هذه اللغات قد وضعوا حدودا إلى مجموعة الكلمات المستعملة وهذه الحدود لها أشكال مختلفة حسب اللغات الوثائقية المستعملة .
مثال : لغات التصنيف : في التصنيف ابتعاد المعنى بين مجموعات الكلمات المستعملة هو مبدئيا مضمون عن طريق التفريع المستعمل و الذي يتم حسب قوانين التقسيم المنطقي
المقصود هو عندما يتم التفريع إلى أقصى درجة ممكنة المصطلحات المستعملة تصبح دقيقة جدا و في الوقت نفسه يمكن أن تقترب في المعنى مع بعضها البعض.
المرحلة الثانية :تعيين المجموعات باستعمال مصطلح واحد:كل لغة وثائقية تستعمل طريقة معينة في تعيين المجموعات فنجد مثلا في لغات التصنيف الشفرة المستعملة لها استقلالية تامة عن اللغات الطبيعية و لكن هذه الشفرة تخضع إلى نظام تنقيط معين مثال الفلسفة رمزها 100 ( ديوي العشري) أما في اللغات المضبوطة مثل المكانز فان تعيين المجموعات يتم باستعمال كلمات و مصطلحات اللغة الطبيعية و هذا ما يميز هذا النوع من اللغات على لغة التصنيف و تكون اللغة الوثائقية قريبة للغة الطبيعية
المرحلة الثالثة : تتمثل هذه المرحلة في وضع جسور بين المصطلحات المستعملة في اللغة العادية ( الطبيعية ) وهذه الجسور أو العلاقات نجدها في التعليمات المعطاة للوثائقي و المستعمل عند وضع اللغة الوثائقية
مثال:موضوع الوثيقة : تبادل الطلبة بين الجامعات هذا الموضوع يصنف تحت الرمز 370.196 2 يصنف تحت الحياة الثقافية للطلبة
الفهرسة الموضوعية :
الفهرسة هي عملية إنشاء الفهارس أو عملية الوصف الفني لمواد المعلومات و تهدف إلى وضع تلك المواد في متناول القارئ أو الباحث حيث يتمثل إنتاجها في توفير وسائل أو أدوات السيطرة على المعرفة المسجلة و تقديمها منظمة و موصوفة للقارئ أو الباحث وتقسم إلى نوعين : فهرسة وصفية ، فهرسة موضوعية
الفهرسة الوصفية:
و تتمثل اساسا في الوصف المادي او الشكلي للوثيقة او مصدر المعلومات(العنوان،المؤلف،الناشر،سنة النشر.....الخ من حقول الوصف البيبليوغرافي)
الفهرسة الموضوعية :
هي ذلك الجزء من عملية الفهرسة الذي يتعلق بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمواد المعلومات حيث يعتبر هذا الجانب الموضوعي أهم الجوانب في الأعداد البيبليوغرافي و أكثرها تعقيدا في نفس الوقت لان استعمال الموضوع كوسيلة للوصول إلى المعلومات لا تخلو من بعض الصعوبات كون هذه الموضوعات ليست دائمة واضحة و في نفس الوقت هي في تطور مستمر مما يجعل في بعض الحالات التوصل إلى المصطلحات التي تعبر عنها بدقة عملية صعبة و تتمثل وظيفة المفهرس عند القيام بعملية الفهرسة الموضوعية في اختيار كلمة أو مجموعة من الكلمات التي تعبر بدقة عن الموضوع الذي يمكن إدراج أو تجميع تحته الفهرس أو البيبليوغرافية كل بطاقات الوثائق التي تعالج نفس الموضوع ثم ترتب هذه المواضيع ترتيب هجائي في الفهرس مع وضع الإحالات اللازمة ( ترتب رؤوس الموضوعات).
أهداف الفهرسة الموضوعية :
- إبراز إلى القارئ محتويات المكتبة أو مركز المعلومات من وثائق عن موضوع معين
- تمكين القارئ من خلال الموضوع للوصول إلى كل الوثائق المناسبة .
- إبراز الارتباطات بين مختلف المواضيع تلك الارتباطات التي تعتمد على تشابهات المادة المدروسة أو طريقة أو وجهة النظر أو تعتمد على استخدام المعرفة أو تطبيقاتها
- توفير مدخل لأي موضوع على أي مستوى من مستويات التحليل أي من الموضوع الأكثر تعميما إلى الموضوع الأكثر تخصيصا
- تقديم وصف اصطلاحي للمحتوى الموضوعي أي وصف يتمثل في المصطلحات الأكثر دقة أو تخصصا سواء أكان الوصف في شكل كلمة أو جملة موجزة أو في شكل رقم ( رمز التصنيف)
الفهرس الموضوعي :
تهدف الفهرسة بصفة عامة إلى إنتاج الفهارس و الفهرس الموضوعي هو نتاج الفهرسة الموضوعية و ليس هناك ادني شك في أهمية هذا النوع من الفهارس في المكتبات و مراكز المعلومات لان المعلومات التي يحتاجها للوصول إلى كتاب معين عن طريق اسم المؤلف أو عنوان الوثيقة غير كافية و غير مجدية في بعض الاحيان.
وتوجد ثلاثة أنواع من الفهارس الموضوعية :
- أ : الفهرس المصنف : رأس الموضوع + رمز التصنيف
- ب: الفهرس المصنف الهجائي : رؤوس الموضوعات مرتبة ترتيب هجائي +رمز التصنيف
- ج : الفهرس الموضوعي الهجائي : رؤؤس الموضوعات مرتبة ترتيب هجائي.
رؤوس الموضوعات :
إن الفهرسة الموضوعية هي عكس الفهرسة الوصفية حيث لا تتوفر على تقنين محكم و شامل و هذا راجع إلى وجود بعض الصعوبات التي تعيق وضع تقنين متفق عليه و تتمثل هذه الصعوبات في أن رؤوس الموضوعات تعتمد على استعمال اللغة الطبيعية و كما هو معروف أن اللغات تختلف عن بعضها البعض من حيث القواعد و البناء و المترادفات ....و بما أن رؤوس الموضوعات : هي مصطلحات أو مفاهيم تستعمل للدلالة أو التعبير عن موضوع و أن مفهوم أو مصطلح الموضوع:
لا يمكن تحديده بسهولة كما هو الحال في الفهرسة الوصفية أين نجد أن التمييز بين عنوانين أو مؤلفين من الأمور السهلة جدا أما التمييز بين موضوع و موضوع آخر فالعملية تبدو صعبة نوعا ما لان هذه المواضيع هي في الحقيقة مواضيع غير مستقلة عن بعضها البعض ويمكن أن موضوع ما يحتوي على موضوعات أخرى أو يكون في نفس الوقت قسم أو جزء من موضوعات اكبر و اشمل إضافة إلى هذا هناك علاقات متشابكة بين الموضوعات تشابكا كبيرا مما يجعل عملية تجزئة المواضيع عملية صعبة .
و يرى البعض من العلماء أن رؤوس الموضوعات فن يعتمد على الخبرة و ليس علم تحكمه قواعد و قوانين؛ إلا أن هناك بعض المبادئ يمكن الاعتماد عليها للقيام بالفهرسة الموضوعية ومن هذه المبادئ :
1) التخصيص المباشر :
يعتبر من المبادئ الأساسية لرؤوس الموضوعات و يتمثل هذا المبدأ في قاعدة كاتر التوسعية: " ادخل العمل تحت رأس موضوعه و ليس تحت رأس القسم الذي يشتمل على ذلك الموضوع"
مثال : كتاب موضوعه الأحوال الشخصية
رأس موضوع هذا الكتاب هو الأحوال الشخصية و ليس تحت الشريعة الإسلامية لأنه اشمل منه و لا تحت رأس موضوع الزواج لأنه أضيق منه .
وحسب هذا المبدأ فانه ينبغي على المفهرس أن يختار المفهوم أو المصطلح الأكثر تخصصا أي المصطلح الذي يمثل بدقة محتوى الوثيقة و لا يكون أوسع أو أضيق منه
و أن التخصيص بالموضوع يخضع إلى حجم المكتبة فإذا كانت المكتبة مكتبة متخصصة أي أنها تخدم فئة متخصصة من القراء ففي هذه الحالة تحتاج إلى رؤوس موضوعات متخصصة و كذلك هناك اعتبارات أخرى يمكن أن تؤثر على رؤوس الموضوعات وهي :
أن رؤوس الموضوعات لا تكون متخصصة فقط بل يجب أن تكون كذلك مباشرة أي أن تسمية الموضوع تكون دائما مباشرة دون زيادة أو إدخال الموضوع الأوسع منه ، (المثال السابق)
2) مبدأ الوحدة والثبات :
هذا المبدأ يتمثل في استخدام أو استعمال مصطلح واحد في الفهرس للتعبير عن الموضوع و تتجمع تحت هذا المصطلح كل المواد الأخرى التي لها علاقة بالموضوع و عدم الأخذ بعين الاعتبار المصطلحات التي تستعمل من طرف المؤلف و التي تعبر عن الموضوع.
هذا المبدأ يهدف إلى تجميع في مكان واحد داخل الفهرس كل الكتب التي تدرس نفس الموضوع و في هذا الصدد فان رؤوس الموضوعات العربية تقابلها مجموعة من المشكلات منها :
- مشكل المترادفات في اللغة العربية
- المتجانسات في اللغة العربية
- الاستخدام الشائع
3) صياغة رؤوس الموضوعات :
المبادئ العامة لصياغة رؤوس الموضوعات هي أن هذه الأخيرة تصاغ وفقا لخصائص اللغة المستعملة و عادات و استعمالات القارئ وحسب طبيعة الإنتاج الفكري فان الشكل الذي يأخذه رأس الموضوع يعكس خصائص اللغة .
و رؤوس الموضوعات العربية لها أشكال و علامات ترقيم مرتبطة بخصائصها ( خصائص اللغة العربية ) و نجد من هذه الإشكال :
أ . بسيطة و تمثل صيغة المفرد: و هي كلمة تعبر تعبيرا صادقا عن المحتوى الفكري و تمثل غالبا الأفكار المجردة مثل الصدق. الكذب
ب. المثنى : وذلك عندما يكون أصل الموضوعات من الأسماء الزوجية و تسجل دائما في حالة الرفع : الرئتان ، العينان
أما إذا كان الموضوع منفردا فيعد كما ورد في الموضوع مثل : الكلية اليمنى ، الكلية اليسرى
ج . الكلمة الواحدة : يمكن أن يكون رأس الموضوع يشكل كلمة واحدة و يعتبر النوع المثالي حيث يستخدم هذا الشكل في التعبير عن معظم المجالات الكبيرة للمعرفة و لكن هذا الشكل لم يعد كافيا في الوقت الحاضر في التعبير عن الموضوعات الدقيقة جدا والمعقدة مثل : تاريخ ، فلسفة ، اقتصاد ...........( صيغة المفرد )
د. الرؤوس الموضوعات المركبة : وهي تلك الموضوعات المتكونة من كلكمتين أو أكثر و هي عادة تتكون من المضاف و المضاف إليه الصفة والموصوف أو تلك التي تأتي معطوفة بواو العطف أو مجرورة بحرف الجر .... هذا الشكل له دور كبير في التعبير عن الموضوعات التي لا يمكن التعبير عنها بكلمة واحدة و هذه الأشكال تكون كمايلي :
v الصفة والموصوف ( الموصوف يتقدم على الصفة ) : مثال الدستور الجزائري ، الاقتصاد السياسي ، مكتبات المدرسية
v المضاف و المضاف إليه : ( المضاف يسبق المضاف إليه ) :مثال : رؤوس الموضوعات ، علم المكتبات ، قانون العقوبات
v واو العطف : تستخدم واو العطف للربط أو الجمع في الحالات التالية :
- جمع الموضوعات التي لها ارتباط مع بعضها البعض : والتي تعالج في نفس الوثيقة و تمثل موضوع واحد مثل العادات و التقاليد
- موضوعين مختلفين تربطهما علاقة : مثل : الدين و العلم الدين و الأخلاق الدين والسياسة
- جمع موضوعين متناقضين معالجين في نفس الوثيقة : مثال الخير والشر |، الجنة و النار ، الصدق و الكذب
v حروف الجر : تستخدم حروف الجر لتحكم الأسماء المضافة في حالات محددة تسمى التحديدات الزمانية والمكانية مثل : التامين من المرض ، العرب في أمريكا ، التكوين بالمراسلة ، الرقابة على المطبوعات
ه يسجل الاسم الموضوعي تتبعه فاصلة ثم لفظ علم : مثل علم المكتبات ، الاسم الموضوعي
رأس
المكتبات
، علم /
علم الأنسجة الأنسجة ،
علم
الموضوع
و :
تجميع الموضوعات المتقاربة: مثل : ألفاظ
في القران الكريم القران
الكريم - ألفاظ
أمثال
في القران الكريم القران
الكريم - أمثال
ي : عبارة مركبة : مثل : الكيمياء الحيوية الزراعية يبقى رأس الموضوع نفسه الكيمياء الحيوية الزراعية
- معلم: CHEFROUR AICHA